Block title
Block title
Block content
 نشرت وزارة الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج بلاغ إعلامي عقب اجتماع افتراضي وزاري تحضيري للدورة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا  "تيكاد"، حيث أكد الوزير عثمان الجارندي على استعداد تونس الدائم للانخراط في كل المسارات التي من شأنها تعزيز العلاقات الإفريقية-اليابانية وإرساء شراكة متينة وتعاون اقتصادي فعّال يساهم في تجسيم آمال دول القارة في التقدم وتحقيق أهدافها التنموية . 
تحتضن تونس للمرة الأولى مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا "تيكاد" في نسخته الثامنة، وهو مؤتمر يعقد بانتظام منذ سنة 1993 بهدف تعزيز حوار رفيع المستوى بين بلدان القارة الافريقية واليابان بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للإنماء UNDP. تسعى اليابان من خلال هذا الحدث الاقتصادي الى تعزيز الشراكة التعاونية بين الطرفين وترسيخ مبادئ "الملكية الإفريقية" و"الشراكة الدولية" . 
تركزّت نقاشات الاجتماع الذي شمل كل من وزير خارجية اتونس ووزير خارجية اليابان ووزراء خارجية البلدان الافريقية وممثلي بقية الأطراف على غرار الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والبنك الدولي، حول التنمية المستدامة والشاملة والحد من الفوارق الاقتصادية وبناء مجتمعات مستقرة وأكثر صمودا وأمنا بالقارة الإفريقية.
سبق ان انطلقت الغرفة التونسية اليابانية للتجارة والصناعة التي تم إنشاءها في ديسمبر 2014 في تنظيم عدد من الاجتماعات والملتقيات تحضيرا للمؤتمر على غرار ندوة الاقتصاد الأزرق والأعمال التجارية الزراعية يوم 17 مارس. كانت الندوة فرصة لاستعراض افاق الشراكة التونسية اليابانية والافريقية في مجالات الزراعة المبتكرة وتربية الأحياء المائية ومجالات أخرى ذات صلة بهدف تبادل الخبرات وتعزيز أطر التعاون. 
ارتفع حجم استثمارات اليابان في تونس ليناهز 2.5 مليار دولار خلال السداسية الأولى لسنة 2021 لتصبح اليابان ثالث أكبر مستثمر أجنبي في تونس وتوفر هذه الاستثمارات حوالي 20 ألف موطن شغل. تسعى سلطة الاشراف في تونس المتمثلة في الحكومة التونسية والغرفة التونسية اليابانية للتجارة والصناعة لإنجاح المؤتمر الذي يمثل فرصة لتعزيز التعاون بين تونس واليابان وفرصة أيضا لتونس للإنفتاح على الاقتصاد الافريقي. 
مع ما تعانيه القارة الافريقية من شح الموارد المالية اللازمة لتمويل التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها فإن التعاون الثنائي بين القارة الافريقية واليابان يمثل فرصة للحصول على هذه التمويلات التي سيقع توجيهها في إطار تيكاد8 الى الاقتصاد الأزرق والصحة والفلاح والبنية التحتية والاقتصاد الرقمي والتكوين فقد سبق لليابان ان خصصت 20 مليار دولار لدعم الشركات والمشاريع ذات القيمة المضافة في النسخة السابعة من المؤتمر تيكاد7 الذي وقع تنظيمه سنة 2019 في اليابان.
يعتبر تيكاد8 أهم حدث اقتصادي في سنة 2022 للقارة الافريقية عموما ولتونس خصوصا فهو النسخة الثانية من الحدث الذي تحتضنه القارة بعد تيكاد6 الذي وقع تنظيمه في نيروبي عاصمة كينيا سنة 2016. ستكون تونس العاصمة الاقتصادية لإفريقيا على امتداد يومي 27 و28 أوت  2022وعلى تونس وبقية بلدان القارة الاستفادة من ثقة اليابان في إمكانيات بلدان القارة واستعدادها للاستثمار فيها من اجل النهوض بالشراكة الافريقية اليابانية وفتح افاق جديدة للتعاون الاقتصادي. 
يرتكز تيكاد8 على تحقيق التعافي الاقتصادي للقارة بعد جائحة كوفيد-19 وما سببته من ركود اقتصادي في القارة وهي فرصة سانحة لتنمية تعاون ثلاثي بين تونس واليابان وافريقيا والذي سيمكن حسب رئيس الغرفة التجارية التونسية اليابانية هادي بن عباس من فتح افاق جديدة لتونس للتموقع الاستراتيجي في افريقيا جنوب الصحراء. 
 
عربية
, , , , , , ,

شهدت اسعار النفط ارتفاعا غير مسبوق منذ 24 فيفري الفارط تاريخ التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، ليتجاوز سعر برميل النفط عتبة 111 دولار للبرميل الواحد نهاية الاسبوع الفارط.
تنعكس هذه التقلبات العالمية على نسب التضخم في بلدان المغرب العربي خاصةً في ظل العجز الطاقي وسياسات رفع الدعم على المحروقات المعتمدة من قبل هذه البلدان منذ 2013.
في تونس، شهدت المؤشرات العامة لقطاع الطاقة تحسنا في سنة 2022 مقارنة مع سنة 2020. إذ تراجع العجز الطاقي ب 11% وارتفعت نسبة الإستقلالية الطاقية ب 21%. لكن تبقى تونس في حاجة إلى توريد 48% من حاجياتها من مصادر الطاقة الأولية لتلبية حاجيات الإقتصاد المحلي، وهو ما يعرض المالية العمومية إلى مخاطر تقلبات الأسعار العالمية خاصةً على إعتبار أن فرضية سعر برميل النفط المعتمدة في ميزانية 2022 والمقدرة ب 75 دولار بعيدة كل البعد عن واقع الأسعار بعد بداية الحرب.
أما المغرب، فهو في حالة تعويل شبه تام على التوريد لمصادر الطاقة بنسبة 90% من بينها 80 % ذات مصادر أحفورية مما يجعله في حالة هشاشة أكبر في هذه الظروف العالمية.
سيدفع إرتفاع الأسعار العالمية للمحروقات المستوى العام للأسعار مؤثرا بذلك على القدرة الشرائية للمواطنين في البلدين وقد بدأ يتسبب في حالة إحتقان شعبي، إذ أعلنت نقابة شاحنات نقل البضائع في المغرب عن إضراب لمدة 5 أيام إحتجاجاً على إرتفاع أسعار المحروقات وعلى تدني هامش ربحهم.
كما تسبب لجوء الحكومة التونسية الى الترفيع في اسعار بيع الوقود في مناسبتين في الاول من شهر فيفري 2022 وفي الأول من شهر مارس2022 في ردود فعل من طرف بعض الأطراف السياسية و في حالة من التوجس من المستقبل. إذ سبق وتنزلت قرارات الحكومات برفع الدعم في إطار ما يعرف ب "الإجراءات السابقة للبرامج". نذكر من ذلك على سبيل المثال سن اليات التعديل الآلي الشهري لسعر المحروقات الذي تم تمريره ك "إجراء سابق" لبرنامج "أداة التمويل السريع" وهو القرض الذي تسلمته تونس من صندوق النقد الدولي. من الممكن إذا القول أن اجراءات الترفيع الأخيرة هي اجراءات سابقة تتنزل في إطار بداية المفاوضات مع الصندوق النقد الدولي لسد عجز الميزانية.
اقترنت سياسات رفع الدعم على المحروقات على مدى العشرية الأخيرة بتوصيات صندوق النقد الدولي التي تلازم برامج الإقتراض والتي قام البلدان بتبنيها بإيقاع متفاوت.
بدأ المغرب العمل على تقليص دعم المحروقات منذ 2013 في إطار سياسة متكاملة لرفع الدعم، تهدف إلى نسبته من الناتج الداخلي الخام من 6% في 2012 إلى 3% في اواخر 2015، وتوجيهه وحصره في المواد الأساسية من سكر وعجائن وغاز التدفئة.
أما في تونس، فقد تم طرح مسألة رفع الدعم على المحروقات منذ 2012 من طرف الصندوق في إطار المشاورات الدورية وواصلت الحكومات المتعاقبة في نسق رفع سعر الوقود إلى أن أدت هذه السياسة إلى حالة من الإحتقان الإجتماعي في 2019 إذ عبّر كل من الإتحاد العام التونسي للشغل والإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري في أفريل 2019 عن غضبهم وإستنكارهم لهذه السياسات. في نفس السنة لى إيقاف برنامج "التسهيل الائتماني الممدد" وهو القرض لتسهيل الممدد" وهو القرض المسدى لتونس في 2016 من طرف الصندوق.
ذلك لم يمنع الحكومات اللاحقة من مأسسة هذه الزيادات. إذ أقر وزير الطاقة والمناجم في حكومة إلياس فخفاخ ، المنجي مرزوق، الية التعديل الآلي الشهري لأسعار المحروقات على أساس السعر العالمي للبنزين المكرر. توقف العمل بهذه الألية منذ 2021 مع حكومة المشيشي لتقوم حكومة بودن بإعادة تفعيله في بداية 2022 حيث تم الترفيع في سعر المحروقات مرتين منذ بداية السنة.
على وقع الإحتجاجات، أعلن المغرب توجهه إلى إعادة إعتماد الدعم لسعر الوقود سعياً منه إلى تخفيف أثر التقلبات العالمية على الإقتصاد الوطني فيما وصف بإنقلاب تام في التوجه في خصوص مسألة الدعم .
في ظل هذه الظروف العالمية هل تتخذ تونس نفس الاتجاه الذي يتخذه المغرب؟ أم أن إقتراب موعد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي يمنعها من هكذا مبادرة؟

عربية
أثار تخفيض الترقيم السيادي لتونس من قبل وكالة الترقيم السيادي فيتش رايتنغ “fitch ratings” أواخر الاسبوع الماضي الكثير من حبر الصحافة التونسية. وقع تداول الخبر في جل وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية حيث خلق تصنيف تونس كدولة ذات مخاطر مرتفعة مناخا من الاستياء والخوف من اقتراب تونس الى تصنيفها كبلد غير قادر على سداد ديونه بالرغم من أن هذا التخفيض كان منتظرا وليس بالمفاجأة.  
في عودة على الابجديات التصنيف السيادي هو تقدير او تصنيف تجريه وكالات الترقيم السيادي على غرار فيتش راتنغ “fitch ratings” و مووديز "Moody's" لتقدير مدى أهلية البلد محل الترقيم للحصول على قروض حيث يتم دراسة امكانيات الدولة المالية ومدى ائتمانها على القرض وقدرتها المالية على تسديده. 
يمثل الترقيم الذي تنشره وكالات الترقيم بصفة دورية مرجعا للسوق المالية العالمية والمستثمرين خلال اتخاذهم قرار تمويل دولة ما من عدمه الا أنه ومع تنامي تأثير هذه التصنيفات تعالت كثير الاصوات المطالبة بمراجعة دور وكالات التصنيف والتثبت في مدى مصدقتيها. 
نظم مكتب الشؤون الاجتماعية والاقتصادية لدى الامم المتحدة DESA يوم الاثنين 21 مارس 2021 اجتماعا رفيع المستوى ضمّ مجموعة من الخبراء وممثلين عن وكالات الترقيم السيادي ومؤسسات الاستثمار العالمية إضافة الى وزير المالية بحكومة غانا ووزير المالية بحكومة ترينيداد وتوباجو لمناقشة الدور الذي تلعبه وكالات الترقيم السيادي في تنفيذ خطة التنمية المستدامة  2030.  
وقع التطرق في مستوى اول الى تأثير وكالات الترقيم على البلدان النامية على غرار تونس وفرص حصولها على التمويلات من السوق العالمية. في مداخلته أكدّ وزير المالية لحكومة غانا Ken Ofori-Atta أن البلدان الافريقية هي الأولى على صعيد تخفيض الترقيم حيث أن المنهجية التي تعتمدها وكالات الترقيم لا تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الاقتصادية لبلدان القارة فعلى سبيل المثال ذكر الوزير لجوء حكومة غانا الى الترفيع في نفقات الدولة خلال ازمة الكوفيد 19 سعيا منها للحفاظ على ارواح المواطنين ليتم لاحقا تخفيض الترقيم السيادي لغانا بسبب هذه النفقات الإضافية. 
وهو ما تطرّق له مكتب الشؤون الاجتماعية والاقتصادية لدي الامم المتحدة في تقرير له حول وكالات الترقيم وعلاقتها بالديون السيادية حيث يشير التقرير الى ان 95 بالمائة من حالات تخفيض الترقيم التي تمت في فترة الجائحة الصحية العالمية تتعلق بالبلدان نامية هذا بالرغم من نسبية الانكماش الاقتصادي الذي عرفته البلدان النامية والذي يعتبر أكثر اعتدالا من الذي شهدته البلدان المتقدمة التي لم تشهد موجة تخفيض للترقيم السيادي كما حصل مع البلدان النامية.  
هذه الحادثة ليست بمعزولة حيث وخلال الاجتماع تطرقت Ramya Vijay  القائمة على قسم البحوث الاقتصادية بجامعة Stockton بالولايات المتحدة الامريكية الى أن وكالات الترقيم لا تأخذ بعين الاعتبار الدور الاجتماعي للدول بل أن الوكالات في تقاريرها تحث على الحد من نفقات الدولة واعتماد التقشف كما حدث مع تقرير تخفيض الترقيم السيادي للبرازيل حيث عللت وكالة الترقيم هذا التخفيض بارتفاع النفقات الاجتماعية للبرازيل.  
لا تقتصر هذه الآراء على ممثلي بلدان العالم النامي والباحثين فقط، صرح Hiro Mizuno المبعوث الخاص للأمم المتحدة المكلف بالتمويل المستدام والمسؤول السابق على صندوق الاستثمار الحكومي الياباني أن محدودية المنهجية المتبعة من قبل وكالات التعاون الدولي تؤدي الى حرمان البلدان النامية من الحصول على التمويلات اللازمة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة وانه خلال عمله على رأس صندوق الاستثمار الياباني كان من الممكن لليابان استثمار مبالغ أكبر مما تم استثماره إلا أن تخفيض الترقيم السيادي للبلدان النامية باستمرار عطّل هذه الاستثمارات.  
بالرجوع الى تونس نلاحظ تجاوز تقارير الترقيم السيادي سواء الذي نشرته مووديز او فيتش رايتنغ حدود المنهجية الذي تدعي الوكالات احترامها فالتطرق الى الوضع السياسي والتوصيات بضرورة التسريع بإمضاء اتفاق مع صندوق النقد الدولي يعد تجاوزا صارخا ويوحي بعدم حيادية الوكالات.  
مراجعة دور وكالات الترقيم السيادي خصوصا وهيكلة النظام المالي العالمي عموما أصبح حاجة ملّحة. تحقيق أهداف التنمية المستدامة والعمل من اجل ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية يتطلب تمويلات، تمويلات تمنع البلدان النامية من الوصول اليها بسبب وكالات الترقيم والتخفيض المستمر لترقيمها السيادي الذي يعتمد منهجية غير مرنة لا تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الاقتصادية لهذه البلدان وتعاقب كل دولة ترفع في انفاقها العمومي بالتخفيض.   
 
عربية
, , , , , , ,

بعد تواصل إضراب أعوان المعهد الوطني للإحصاء لأكثر من شهر، أعلن الكاتب العام للنقابة الاساسية للمعهد مهدي هلالي عن استئناف العمل بشكل طبيعي بداية من 14 مارس 2022. حيث سيتم العمل على تلافي التأخير الحاصل في جمع ونشر البيانات على الموقع الرسمي للمعهد

أدى التحرك الاحتجاجي الذي طالب من خلاله أعوان المعهد الوطني للإحصاء بالمصادقة على النظام الأساسي الخاص بالأعوان الى توقف نشر البيانات الرسمية المتعلقة بعدة مؤشرات اقتصادية واجتماعية على غرار مؤشرات النمو والبطالة والتضخم والتجارة الخارجية حيث تم تدارك نشر المؤشرات في 14 مارس 2022.

المؤشرات التي تم نشرها المعهد بتاريخ 14 مارس 2022 تتعلق ب مؤشرات النمو والبطالة بالنسبة للثلاثي الرابع لسنة 2021 ومؤشرات التضخم والتجارة لشهر جانفي 2022. حيث أدى الإضراب الذي انطلق في 18 جانفي ليتحول الى إضراب مفتوح في 28 جانفي الى تعطل عملية جمع البيانات ميدانيا والعمل على المؤشرات لنجد أنفسنا في شهر مارس مع بيانات أواخر 2021 وجانفي 2022 التي أصبحت تعدّ منتهية الصلاحية نظرا للتطورات السريعة التي شهدتها الاسواق العالمية والمحلية على حد سواء.

تعتبر المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية التي ينشرها المعهد الوطني للإحصاء أداة لفهم وتحليل الواقع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد لكل الفاعلين على غرار الباحثين والمستثمرين التونسيين والأجانب والجهات المانحة. يؤدي توقف او تأخر نشر هذه البيانات الى ضبابية الرؤية وعدم القدرة على تكوين صورة واضحة للاقتصاد التونسي فلا زلنا غير قادرين على تحديد مدى عمق تأثير الازمة الروسية-الاوكرانية التي اندلعت في 24 فيفري 2022 نظرا لعدم توفر معلومات حول المؤشرات الاقتصادية لتونس لشهر فيفري.

ومع غياب هذه المؤشرات التي تساعد في تحديد سياسات وتوجهات المستثمرين وسلطة الاشراف على حد سواء يصبح اتخاذ القرار وتحديد التوجهات والاصلاحات امرا في غاية التعقيد نظرا لضبابية الرؤية وغياب المعلومة. 

وضعية التوتر التي تعيشها الاسواق العالمية منذ 24 فيفري ادت الى تغييرات جذرية في أسعار الحبوب ففي غضون ساعات ارتفعت كل من أسعار القمح والشعير والذرة ب 30 بالمائة مقارنة بما قبل الأزمة وفي تعليقه على تداعيات الأزمة على بلدان المنطقة، صرّح نائب مجموعة البنك الدولي فريد بالحاج أن منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ستعيش تبعات سلبية مضاعفة على مستويات الامن الغذائي خاصة البلدان الغير مصدرة للمحروقات وهو ما يشمل تونس.

تشير المعطيات التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء أنّ مؤشر التضخم الغذائي قد ارتفع ب 7.8 بالمائة بين جانفي 2021 وجانفي 2022 اي قبل انطلاق الأزمة ولا زلنا غير قادرين على تحديد عمق هذه التداعيات في انتظار تحيين المؤشرات من قبل المعهد الوطني للإحصاء.

عربية
, ,

التئم في الفترة الممتدة بين 6 و11 مارس 2022 الايام الاقتصادية التونسية الموريتانية تحت شعار "من أجل شراكة واستثمار ناجع ومربح للبلدين" بهدف تشبيك العلاقات بين مختلف الفاعلين من أصحاب المؤسسات وممثلي الهيئات الاقتصادية من أجل خلق فرص لإبرام اتفاقيات شراكة استراتيجية حضرها أكثر من 500 فاعل اقتصادي ومؤسسة من البلدين و10 مسؤولين من الحكومة الموريتانية

احتضنت العاصمة الموريتانيا نواكشوط ومنطقة نواذيبو الحرة هذه التظاهرة. حيث تعتبر منطقة نواذيبو القلب النابض للاقتصاد الموريتاني فهي أكبر قطب اقتصادي استثماري في البلاد. صرّح رئيس سلطة المنطقة محمد علي ولد سيدي الشيخ محمد انهم بصدد العمل على تطوير المنطقة لجلب الاستثمار وجعلها منطقة استقطاب دولية للاستثمارات الصناعية والسياحية والاتصالية والرقمية وان السلطات في المنطقة بصدد العمل على مشاريع كبرى على غرار ميناء المياه العميقة ومطار دولي ومركبات سياحية وصناعية

وزيرة التجارة والصناعة والصناعات التقليدية الموريتانيا كانت حاضرة ايضا حيث صرّحت أن هذه التظاهرة هي الاولى من نوعها وأن الحكومة الموريتانية تعمل على جعل البلاد مستقطبا رئيسيا للاستثمار في المنطقة بفضل ما عرفته موريتانيا في الآونة الأخيرة من تحسن كبير في مجال البنية التحتية والخدمات وما تتمتع به من أمن واستقرار

أضافة الى التطورات الاخيرة التي شهدتها موريتانيا فهي بلد يعج بالفرص وافاق التعاون فحسب ما صرح به وزير التنمية الحيوانية الموريتاني، لإن الجانب الموريتاني يعول على الخبرات والامكانيات التونسية لتطوير مجال التنمية الحيوانية حيث تستورد موريتانيا 70 بالمائة من حاجياتها من الالبان وبالرغم من وجود 7 مصانع للحليب الا انها لا تنتج سوى 25 بالمائة من طاقتها في اشارة الى طاقة الانتاج المهدورة

قطاع الدواجن ايضا يعيش نقصا حيث يتواجد في موريتانيا مشروعين فقط في هذا القطاع تعمل على انتاج اللحم الطازج والبيض دون انتاج مشتقات الدواجن. ويعتبر الوزير أن تونس تعتبر رائدة في هذا المجال في المنطقة المغاربية وان الاستفادة من الخبرات التونسية سيسمح بتطوير مجال التنمية الحيوانية عموما.

أعلن الجانب الموريتاني خلال الايام الاقتصادية التونسية الموريتانية عن المزايا التي تقدمها موريتانيا من خلال قانون الاستثمار والحوافز للمستثمرين الاجانب والتونسيين خاصة التي تسعى من خلالها موريتانيا الى خلق شراكة وتعاون استراتيجي مع تونس  يعود بالنفع على البلدين.

اختتمت هذه التظاهرة بإمضاء 4 اتفاقيات شراكة وتعاون استراتيجي بين منظمة الاعراف التونسية "كونكت" ووكالة ترقية الاستثمارات في موريتانيا واتحاد ارباب العمل الموريتانيين وغرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية وسلطة منطقة نواذيبو. اضافة الى تأكيد عدد من عقود الشراكة والمشاريع الاستثمارية بين الفاعلين الاقتصاديين التونسيين والموريتانيين

هي حصيلة اولية مهمة للأيام الاقتصادية التونسية الموريتانية التي غابت عنها سلطة الاشراف التونسية باستثناء سفير تونس بموريتانيا في مقابل حضور قوي للحكومة الموريتانية التي تعتبر التعاون الاقتصادي مع بلدان المنطقة فرصة للنهوض بالاقتصاد الموريتاني وتعزيز الشراكة والمبادلات التجارية في انتظار تبني سلطات الاشراف في تونس نفس التوجه

خاصة مع ما يمثله احياء اتحاد المغرب العربي من فرص لتعزيز التعاون بين بلدان المنطقة  تدعيم اقتصاداتها لمواجهة التغيرات العالمية حيث تعتبر المبادلات التجارية بين دول اتحاد المغرب العربي حاليا الاضعف بين مختلف التكتلات الاقليمية  وحسب مقال نشر على صحيفة "انتبدندنت" عربية فإن تفعيل الاندماج الاقتصادي في منطقة المغرب العربي يمكن من القضاء على 20 في المئة من معدل البطالة منذ السنة الاولى كما سيمكن من النهوض بالبلدان المنطقة لتكون ضمن قائمة الدول ال 20 الاقوى اقتصاديا في العالم.

يبقى الامر رهينة لإرادة حقيقية تقوم على تطوير الشراكة الاقتصادية والمبادلات التجارية بين بلدان المنطقة من اجل تذليل العراقيل والتحفيز على الاستثمار والتعاون التجاري بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين في بلدان المغرب العربي.

 
 

 

عربية
, , , , , ,

تمت المصادقة على قانون الاقتصاد الاجتماعي التضامني منذ جوان 2020 حيث يمثل هذا القانون أول إطار تشريعي ينظم الاقتصاد الاجتماعي التضامني في تونس بما يطور مساهمته في خلق مواطن الشغل ودفع النمو الاقتصادي كما ينص عليه القانون ومن خلال السعي الى التوفيق بين النشاط الاقتصادي والعدالة الاجتماعية من خلال الابتكارات الاجتماعية وضمان تكافؤ الفرص حسب تعريف منظمة العمل الدولية.

المصادقة على القانون في حد ذاته لم يكن كافيا لتحقيق أهدافه بسبب تأخر اصدار الاوامر الترتيبية للقانون ووضعية المالية العمومية الصعبة التي تمنع الدولة من تخصيص اعتمادات تمويل للقطاع. تناولت لجنة الفلاحة والامن الغذائي في صلب مجلس [MS1] نواب الشعب هذا الموضوع في جلسة استماع لمحافظ البنك المركزي السيد مروان العباسي بتاريخ 04 مارس 2021 لبحث سبل تفعيل الفصل 15 من القانون الذي يتعلق بإحداث اليات تمويل خاصة بالاقتصاد الاجتماعي التضامني للقطاع الفلاحي[1].

مقاربة النواب في ذلك الحين للقطاع الفلاحي تختلف عن مقاربة البنك المركزي [MS2] حيث سعى النواب الى ايجاد حلول في محاولة منهم لاستغلال قانون الاقتصاد الاجتماعي التضامني للنهوض بقطاع الفلاحة بصفته قادرا على تحقيق الامن الغذائي أولا وقيمة[MS3]  اقتصادية مضافة ثانيا والمساهمة في خلق مواطن شغل جديدة ثالثا. اما البنك المركزي فركز على تشعب العقبات خاصة منها القانونية على غرار احداث بنوك تعاضدية التي نص عليها الفصل 15 من القانون.

يعود النقاش حول قانون الاقتصاد الاجتماعي التضامني وسبل تمويله للواجهة بعد سنة مع نشر وزارة التشغيل والتكوين المهني لبيان تفيد فيه بتخصيص حكومة السيدة نجلاء بودن اعتمادات بقيمة 30 مليون دينار لتمويل الاقتصاد الاجتماعي التضامني على مدى ثلاثة سنوات ابتداء من السنة الحالية [2]2022.  كما صرح وزير التشغيل والتكوين المهني السيد نصرالدين النصيبي أن مشاريع النصوص التطبيقية الخاصة بالقانون تحتاج مزيدا من التدقيق حيث تولّت رئاسة الحكومة عرض مقترح تعديل قانون الاقتصاد الاجتماعي والتضامني على كل الوزارات المعنية لدراسته[3]

لم يتضمن بيان الوزارة او التصريح الذي قام به وزير التشغيل والتكوين المهني اي معلومات او تفاصيل حول القطاعات التي سيقع توجيه هذه التمويلات نحوها او عن طبيعة هذه التمويلات.

مراجعة الإطار القانوني والعمل على تحسينه حجر اساس لتحقيق الاهداف [MS4] التي بعث من أجلها هذا القانون لكن تبقى محدودية موارد الدولة عقبة امام تحقيقها مما يستوجب من سلطة الاشراف ايجاد حلول مبتكرة على غرار ما يعرف ب "تمويل القطاعات ذات الاولوية" الذي تعتمده السلطات الهندية منذ الستينات.

هو قانون تم من خلاله سنّ لائحة للقطاعات ذات اولوية في التمويل وإلزام القطاع المصرفي بتمويل هذه القطاعات وفق نسب يحدّدها القانون. نجحت التجربة الهندية في النهوض بالقطاع الفلاحي والمؤسسات الصغير والمتوسطة وتمكينها من حصة عادلة من التمويلات ولايزال هذا القانون ساري المفعول مع تحيين منتظم لقائمة القطاعات ذات الاولوية عبر البنك المركزي الهندي[4]

اضفاء المزيد من الوضوح على قانون الاقتصاد الاجتماعي وسبل تمويله والقطاعات المعنية وطبيعة التمويلات سيفضي الى تحقيق اهدافه الاقتصادية والاجتماعية المتمثلة حسب نص القانون في خلق مواطن الشغل ودفع النمو الاقتصادي لايجاد حلول مبتكرة على غرار التجربة الهندية سيعزز هذه النتائج وسيضمن تكافؤ الفرص بين مختلف المتدخلين الاقتصاديين.


 [MS1]في صلب مجلس نواب الشعب على ما اعتقد

 [MS2]موش احسن اختلفت مقاربة النواب في ذلك الحين مع مقاربة البنك حيث...

 [MS3]اربما وخلق قيمة ... يكون احسن

 [MS4]سامحني فتحية، تفتقد الجملة للفعل. واعتقد ان إصلاحها يكون على النحو التالي

يعتبر مراجعة الاطار القانوني الى اخر الجملة

 

عربية
, , , , , , , ,

تطرق المرصد التونسي للاقتصاد في مذكرة توجيهية عدد 6 الى أزمة المياه في تونس ومدى تجاوب سلطة الاشراف مع هذه الازمة الحياتية في إطار مناقشة مجلة المياه بين الفترة الممتدة بين 2019-2021. الى أن النقاش حول ازمة المياه وقع تجاوزه في مرحلة أولى مع تعليق مناقشة مجلة المياه في مجلس نواب الشعب في جوان 2021 وفي مرحلة ثانية مع تجميد المجلس من قبل رئيس الجمهورية في 25 جويلية 2021.

لا تنحصر ازمة الموارد المائية وتواتر انقطاع المياه على السكان على تونس فقط اين لا يتجاوز نصيب الفرد من الموارد المائية 420 متر مكعب سنويا فالجزائر ايضا تعاني من فقر مائي حيث لا يتجاوز نصيب الفرد 300 متر مكعب للفرد سنويا[3] والمغرب حيث لا يتجاوز نصيب الفرد من الموارد المائية 650 متر مكعب سنويا. تصنف البلدان الثلاث كبلدان تحت خط الفقر المائي الذي حدد ب1000 متر مكعب للفرد سنويا.

مع تشابه الظروف المناخية في المنطقة تتشابه أسباب أزمة الموارد المائية ايضا حيث تتوافق تصريحات سلط الاشراف في كل من الجزائر والمغرب على أن الموارد المائية في المنطقة من أضعف الموارد في العالم، تزايد عدد السكان ادى الى احتياجات متزايدة، التغير المناخي اثّر سلبا على كميات التساقطات، وأخيرا الاستهلاك المفرط للمياه سواء على المستوى الشخصي او في قطاع الفلاحة.

انطلقت كل من الجزائر والمغرب في ايجاد حلول لأزمة الموارد المائية خاصة مع اقتراب فصل الصيف حيث أعلنت وزارة التجهيز والماء المغربية  في اواخر شهر فيفري 2021 عن جملة من التدابير شملت تسريع أعمال تزويد المراكز القروية انطلاقا من منظومة مائية مستدامة, تقوية عمليات استكشاف موارد مائية إضافية, الاقتصاد في استعمال الماء والحد من الهدر, مباشرة حملات توعوية واسعة النطاق لإقرار التعامل العقلاني مع الموارد المائية, تزويد المناطق التي تعاني من شح الموارد عن طريقة شاحنات صهريجيه, إيقاف سقي المساحات الخضراء بواسطة الماء المشروب واللجوء الى استعمال المياه المعالجة. ووقع تخصيص 2.2 مليار درهم مغربي لهذا البرنامج 1.8 مليار منها اعتمادات سبق ان خصصتها الخزانة المغربية وسيتم الاعتماد على المانحين الدوليين لتأمين بقية المبلغ.

من جهتها أقرّت الجزائر بخطورة شح الموارد المائية من خلال استحداث الرئيس الجزائري تسمية جديدة لوزارة الموارد المائية ليتم إضافة عبارة "الأمن المائي" لها سعيا لمجابهة ظاهرة الجفاف وشح المياه، كما تم وضع استراتيجية وطنية تعتمد على تحلية مياه البحر بإنجاز محطات كبرى لتحلية مياه البحر بقدرة 300 ألف متر مكعب يوميا على مرحلتين 2022-2024 و2025-2030 حسب بيان أصدرته الوزارة الجزائرية المكلفة بالموارد المائية. أكّد كريم حسني وزير الموارد المائية والأمن المائي في حوار له يوم 19 فيفري 2022 أن تحلية مياه البحر تعد الحل الامثل لان المياه السطحية اصبحت شحيحة والجزائر تزخر بالإمكانيات اللازمة، منها شريط ساحلي يمتد لأكثر من 1200 كلم وكذلك الخبرة البشرية اللازمة في هذا المجال.

الخطوة الأولى لحل أية مشكلة هي الاعتراف بوجود مشكلة. وقوف كل من الجزائر والمغرب على الاسباب الرئيسية لأزمة المياه كان حجر الاساس لإيجاد الحلول وان اختلفت، فإن كل من البلدين وضعت مخططا لحفظ حق مواطنيها في الماء حسب توجهاتها وامكانياتها على عكس تونس حيث وبالبحث عن أنباء حول أزمة الموارد المائية وتجاوب سلطة الإشراف في تونس نجد البلاغات الشبه يومية التي تنشرها الشركة الوطنية للاستغلال وتوزيع المياه حول انقطاع التزود بالمياه وخبرا حول انطلاق العمل يوم الثلاثاء 8 مارس 2022 برادار للأرصاد الجوية المائية بهدف تعزيز القدرات الاستشرافية عبر التكنلوجيا الحديثة لرصد وقيس كميات الامطار.

في حين تبحث المغرب والجزائر على البدائل نظرا لتعاقب مواسم الجفاف لا تعترف سلطة الاشراف في تونس بوجود المشكل اساسا بل تركّز رادار لتحديد مكان نزول الامطار "للمساهمة في تطوير الممارسات السليمة في ادارة الموارد المائية" في حين كما ذكرنا سابقا فإن المنطقة بأكملها تعاني من تراجع كمية التساقطات منذ سنوات فلا أمطار لرصدها.

على سلطة الاشراف إيلاء أولوية للحفاظ على حق التونسيين في الماء وتفعيل مشاريع القطاع المعطلة والانطلاق فعليا في تطبيق الحلول وألا تنحصر الإجراءات المتخذة في مراجعة السياسة المائية حسب ما وقع تداوله في المجلس الوزاري السابق[9] فقد امتدت مراجعة مجلة المياه الحالية والعمل على إطار قانوني جديدة على ما يزيد العقد 2009-2021 في حين تتعمق الازمة ويتدهور حق المواطن في المياه.

 

عربية
, , , , ,

تتوالى الانباء حول احتجاجات في صفوف الفلاحين خاصة مربي المواشي بسبب نقص الاعلاف وعلى سبيل الذكر لا الحصر شهدت ولاية القصرين حالة من الاحتقان يوم 24 فيفري 2022 بسبب النقص المسجل منذ فترة في مادة الشعير العلفي والسداري[1] وشهدت ولاية تطاوين في نفس اليوم وقفة احتجاجية نفذها الفلاحون تحت شعار "الفلاح يستغيث، غلاء الاعلاف وتواصل الجفاف" نددوا خلالها بتدهور قطاع تربية الماشية الذي يعود اساسا الى تواصل الجفاف منذ ثلاث سنوات والنقص الحاد في المواد العلفية وغلاء اسعارها[2]. تواتر الاحتجاجات لتشمل كامل القطاع في مختلف الجهات يؤدي الى التساؤل حول أسباب الأزمة وماهي الحلول التي تتخذها جهة الاشراف؟

تنقسم الاسباب المؤدية للتوتر الحاصل في القطاع الى اسباب خارجية على غرار تقلب الاسعار في الاسواق العالمية حيث صرح مدير الإنتاج الحيواني باتحاد الفلاحين السيد منور الصغايري ان المستوى العالمي للأسعار ارتفع بين 60 بالمائة و80 بالمائة خلال الاربع سنوات اخيرة وهو ما أثر على اسعار الاعلاف المركبة التي يتم توريد مكوناتها حيث ارتفعت بما يناهز 35 بالمائة بين فيفري 2021 وفيفري 2022. اما محليا فتدهور سعر صرف الدينار ساهم في ارتفاع تكلفة المواد الموردة إضافة الى انحباس الامطار والجفاف الذي ادى الى ارتفاع اسعار الاعلاف الخشنة حيث ارتفع سعر التبن من 4 دينارا الى 12 دينار وسعر القرط من 7 دينارا الى 20 دينار خلال الثلاث سنوات الاخيرة[3].

تنضاف الى الإشكالية المتعلقة بالأسعار وتوفر المواد، الصعوبات والعراقيل التي تعاني منها مسالك توزيع العلف الحيواني حيث أكّد رئيس التحاد الجهوي للفلاحين بالقصرين ناجم الطرشي ان الجهة تتحصل على بين 50 و60 بالمائة فقط من الحصة المخصصة لها من الاعلاف من قبل أصحاب المطاحن وعدم احترام التراتيب والمناشير المتعلقة بتوزيع الاعلاف الصادرة من قبل سلطة الاشراف ادّى الى حيف وتمييز بين الفلاحين وفتح المجال للاحتكار والمضاربة في الاسعار[4].

أما عن الحلول التي تقدمها وزارة التجارة وتنمية الصادرات فهي شبيهة بتلك التي تقدمها للمواد الأساسية وهو ما تطرق له المرصد التونسي للاقتصاد في نشريه سابقة[5]. اقرّت الوزيرة فضيلة الرابحي بوجود احتكار كبير وتلاعب بأسعار المواد المدعمة لقطاع الاعلاف مؤكدة ان الوزارة تعمل على تفعيل برنامج اصلاحي بتوجيه الدعم الى مستحقيه والانتقال من نظام دعم الاسعار الى دعم المداخيل بالاعتبار ان السنة الحالية هي سنة الاعداد للإصلاحات في علاقة بملف الدعم[6].

إن اسباب ازمة قطاع الاعلاف في تونس أعمق من مجرد توجيه الدعم الى مستحقيه او محاربة الاحتكار، فتحرير سعر الصرف هو ما أدى الى تأثر الفلاحين بصفة مباشرة بأسعار السوق العالمية وغياب رؤية واضحة لقطاع الفلاحة وغياب التأطير والارشاد الفلاحي هو ما أدى بدوره الى تراجع مردودية الاراضي الفلاحية في تونس وارتهان القطاع الى التوريد. يعمل المرصد التونسي في هذا الإطار على دراسة شاملة لتسليط الضوء على الاشكاليات والصعوبات المتعلقة بالمنتجات الوردة في القطاع الفلاحي خاصة الاعلاف.

سبق ان تحول فريق من المرصد التونسي للاقتصاد الى منطقة اولاد جاب الله الراجعة بالنظر الى ولاية المهدية للقاء مربي الابقار الحلوب بالجهة التي شهدت موجة من الاحتجاجات في فيفري 2021 بسبب ارتفاع اسعار الاعلاف، هي زيارة تندرج في إطار جملة من اللقاءات وورشات العمل تهدف الى توثيق وضع قطاع الاعلاف والحصول على مزيد المعطيات والتعرف على مختلف وجهات النظر.




[6] أنظر المرجع السابق

 

عربية
, , , , , ,

نشر صحيفة La Presse على موقعها الالكتروني مقالا[1] تطرقت فيه الى الهجرة المكثفة للإطارات الطبية والشبه طبية التونسية نحو الخارج. تضمن المقال حوارا مع الامين العام لعمادة الاطباء نزار العذاري الذي صرح ان أكثر من 970 طبيب تونسي هاجر خلال سنة 2021 مقابل 570 طبيبا سنة 2018. كما أكّد ان هذه الارقام تمثل عدد الاطباء الذين تعلم العمادة بمغادرتهم دون احتساب من غادروا تونس دون المرور عن طريق العمادة. 

ارجع المقال اسباب هذه الهجرة الى اسباب مادية اوّلا اضافة الى تراجع ظروف العمل في المستشفيات العمومية وخاصة استفحال ظاهرة العنف المسلط على الإطار الطبي والشبه طبي في اقسام الاستعجالي. 

تضمن المقال ايضا نداء أطلقته جمعية الاطباء الشبان التي دعت وزارة الصحة الى تحمل مسؤوليتها وتوفير الحماية الامنية في المستشفيات خاصة اقسام الاستعجالي، اضافة الى توفير المعدات اللازمة في المستشفيات. 

تتواصل ظاهرة هجرة الاطارات نحو فرنسا والمانيا وكندا وبلدان الخليج منذ سنوات الى ان تفاقمها مؤخرا إضافة الى النقص التي تشهده المستشفيات العمومية خاصة في المناطق الداخلية يستدعي انتباه سلطة الاشراف. 

تنتهج الحكومات المتعاقبة على تونس منذ الثورة سياسة مزدوجة للانتداب في الوظيفة العمومية تتراوح بين تجميد الانتداب تارة والترفيع في الانتداب تارة اخرى. هي سياسة مرتهنة بتواجد اتفاق ساري المفعول مع صندوق النقد الدولي تمتنع خلاله الحكومة من تعويض النقص الحاصل في الوظيفة العمومية وتشجع على التقاعد المبكر وحين ينتهي الاتفاق تتجه الحكومة نحو الانتداب بصفة مكثفة سعيا لتعويض النقص الحاصل وامتصاص جزء من البطالة المرتفعة.

إضافة الى ارتهان سياسة الانتداب في الوظيفة العمومية الى اتفاقيات التي تمضيها الحكومة التونسية مع صندوق النقد الدولي، فإن الانفاق الاجتماعي للدولة أيضا قد تأثر سلبا بهذه الاتفاقيات. عقب امضاء تونس للاتفاقية التمويل مع صندوق النقد الدولي سنة2016 التي أدت الى اتخاذ جملة من إجراءات التقشف، تراجع إنفاق الدولة على قطاع الصحة من 2.71 بالمائة من الناتج الداخلي الخام سنة 2016 الى 2.49 بالمائة من الناتج الداخلي الخام سنة 2019 [2]. انعكس هذا التراجع سلبا على القطاع من خلال النقص الحاصل في المعدات والأدوية وغياب الصيانة والعزوف عن تعويض النقص الحاصل في الإطارات مما أدى الى تدهور البنية التحتية للمستشفيات العمومية خاصة في الجهات الداخلية وتدهور قطاع الصحة عموما. 

أدى هذا التدهور الى تعكر المناخ في قطاع الصحة بين مواطنين يطالبون بحقهم في الرعاية الصحية الذي يضمنه الفصل 38 من الدستور التونسي وإطار طبي وشبه طبي وجد نفسه عاجزا لمجابهة هذه الطلبات نظرا لتخلي الدولة على القطاع علاوة على الاجر الذي يعتبره الأطباء متدنيا،1200 دينار شهريا، مما أدى بهم للبحث عن الهجرة نحو بلدان توفر أجرا اعلى وظروف عمل أفضل ومستوى عيش أفضل أيضا. 

حيث ينتظر العاملين في قطاع الصحة خصوصا والمواطنين عموما التفات سلطة الاشراف لقطاع الصحة، خاصة بعد الازمة التي مرّ بها القطاع خلال الموجة الثالثة لفيروس كورونا، تواصل الحكومة اعتماد نفس السياسة من خلال التقليص في وزارة الصحة ب 15 بالمائة سنة 2022 مقارنة بسنة 2021 إضافة الى عزوفها عن برمجة مشاريع تنموية للوزارة بسبب محدودية الموارد المالية وتتوجه الحكومة نحو التقشف في المال العام حسب موجز الميزانية الذي نشره المرصد التونسي للاقتصاد[3].

هجرة الكفاءات هي ظاهرة لا تقتصر فقط على قطاع الصحة بل تشمل أيضا قطاع التعليم والهندسة.  وقد انعكست هجرة الكفاءات التونسية على هذه القطاعات سلبا حيث أدى نقص الموارد البشرية في كل من قطاع الصحة والتربية الى تراجع جودة الخدمات المقدمة من قبل الدولة خاصة في الجهات الداخلية. 

الحق في صحة هو حق مضمون بالدستور كما سبق ذكره، وعلى الدولة تحمل مسؤولياتها التي ينص عليها الفصل 38 من خلال الحرص على الصيانة الدورية للمستشفيات وتوفير المواد الطبية والمعدات اللازمة إضافة الى الموارد البشرية اللازمة. 

 

عربية
, , , , , ,

نشرت صحيفة لومند أفريك مقالا تفصيليا[1] لبرنامج تعاون اقتصادي جزائري مع تونس تعمل عليه الهيئة الاستشارية للرئاسة الجزائرية. كشف المقال عن خمسة مشاريع تعتزم الجزائر القيام بها في تونس هي: شركة محاصة بين الشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة الجزائرية للكهرباء والغاز، شركة محاصة مع الشركة الوطنية التونسية لعجين الحلفاء والورق، اتفاقية تبادل نقدي بين تونس والجزائر دينار تونسي مقابل عملة صعبة من الطرف الجزائري، برنامج اعادة تأهيل وحدة تكرير الاول للنفط الخام وهو وحدة الانتاج الوحيدة في تونس تقع في منطقة بنزرت وتابعة للشركة التونسية لصناعات التكرير، وانشاء قطب تكنولوجي على الاراضي التونسية في ولاية توزر.

يمكن اعتبار هذا البرنامج تواصلا وتعزيزا للتعاون الاقتصادي بين تونس والجزائر حيث وقع امضاء اتفاقية بين المعهد الجزائري للبترول التابع لشركة سونطراك والشركة التونسية لصناعات التكرير من اجل اقامة شراكة في مجال التكوين المرتبط بنشاط المحروقات بتاريخ 5 فيفري [2]2022. ومشروع انشاء قطب تكنولوجي في ولاية توزر هو توسيع لاتفاقية الشراكة والتعاون التي وقع امضائها في 2015 مع ولاية الوادي الجزائرية.

حيث صرحت السلطات الجزائرية خلال تدشين مركز الطالب العربي بين توزر والوادي سنة 2019 عزمها على تحويله الى منطقة تبادل حر سعيا منها الى تطوير المبادلات التجارية بين البلدين لتصبح المنطقة قطب اقتصادي يشمل كل من قطاعات الفلاحة والتجارة والسياحة والثقافة[3].

يجدر الاشارة الى ان السلطات الجزائرية اعتمدت استراتيجية فلاحية تهدف الى النهوض بمنطقة الوادي سوف واحداث ثروة محلية من خلال استصلاح الصحراء ودعم الاستثمارات الفلاحية بالجهة حيث أصبحت هذه المنطقة المزود الأول للسوق الجزائرية بالخضر والغلال. ويشمل برنامج التعاون الذي كشفت عنه صحيفة لومند افريك  على استنساخ التجربة الناجحة لوادي السوف في ولاية توزر التونسية ومزيد تدعيمها من خلال مشروع القطب التكنولوجي.

لا يقتصر التعاون الاقتصادي الجزائري على تونس فقط بل يشمل ليبيا ايضا، اعلنت الشركة الوطنية الجزائرية  سونطراك في 11 فيفري 2022 عن توقيع مذكرة تفاهم مع المؤسسة الوطنية للنفط الليبية من اجل استئناف نشاطها في مجال التنقيب في ليبيا وتطوير الحقول النفطية المكتشفة حيث من المتوقع ان ترتفع استثمارات سونطراك في ليبيا لتناهز 200 مليون دولار[4]. ومواصلة العمل على انشاء منطقة تبادل حر في المعبر الحدودي الدبداب-غدامس حسب ما أعلن عليه وزير الخارجية الجزائري في اواخر سنة 2021 حيث صرّح أن الجزائر بصدد التنسيق مع الجانب الليبي لاستكمال الترتيبات اللوجستية والتقنية الأخيرة لفتح المعبر بغاية انشاء منطقة تجارية حرة بين الجزائر وليبيا وفتح المعبر الجمركي دبداب-غدامس بعد غلقه لمدة 5 سنوات متتالية لأسباب أمنية[5].

تتجاوز المبادرات الاقتصادية الجزائرية حدود منطقة المغرب العربي لتشمل كامل القارة الافريقية، فقد وقع الاعلان عن الانطلاق في انجاز القسط الاخير من الطريق العابر للصحراء[6] الذي يربط 6 بلدان افريقية: تونس، مالي، النيجر، نيجيريا، التشاد، والجزائر. انفقت الجزائر ما يناهز 2.6 مليار دولار من اجل استكمال الطريق الذي سيكون مضاعفا بخط انابيب تسمح بتصدير الغاز النيجيري نحو اوروبا اضافة الى مراهنة البلدان الستة على مضاعفة تبادلاتها التجارية عبر هذا الطريق وفتح افاق جديدة لكل من تشاد ومالي والنيجر من خلال الولوج للموانئ التونسية والجزائرية خاصة قرب استكمال ميناء الحمدانية الجزائري[7].

حسب ما يقع تداوله، تعتبر الجزائر النهوض بقطاع المحروقات وانشاء مناطق تبادل حر اولوية حيث ان الإعلان عن اتفاقيات امضتها شركة سونطراك في القارة شمل ايضا النيجر[8]. كما تشجع السلطات الجزائرية بلدان الجوار على العمل المشترك من اجل تحويل المعبر الحدودية الى مناطق تبادل تجاري. وأخيرا سعيها الحثيث لاستكمال الطريق العابر للصحراء لا ليتم ربط افريقيا بأوروبا فقط بل بالعالم كله عن طريق ربطه بمبادرة الحزام والطريق الصينية.




 

عربية
, , , , , , ,